آية التطهير

اشارة

سرشناسه : حسيني ميلاني، سيدعلي، ۱۳۲۶ -
عنوان و نام پديدآور : آية التطهير/ تاليف علي الحسيني الميلاني .
مشخصات نشر : قم : الحقايق، ۱۴۳۱= ۱۳۸۹.
مشخصات ظاهري : ۶۴ ص.
فروست : اعرف الحق تعرف اهله؛ ۳۱.
شابك : 978-600-5348-27-9:
وضعيت فهرست نويسي : فاپا/ برون‌سپاري.
يادداشت : عربي
يادداشت : چاپ قبلي :مركز الابحاث العقائديه، ۱۴۲۱ق. = ۱۳۷۹ است.
يادداشت : كتابنامه به صورت زيرنويس.
موضوع : خاندان نبوت -- احاديث
موضوع : خاندان نبوت در قرآن
موضوع : تفاسير (سوره احزاب. آيه تطهير)
موضوع : احاديث خاص (كساء)
شناسه افزوده : مركز الحقائق الاسلاميه
رده بندي كنگره : BP۱۰۲/۶۵۴/ح‌۵آ۹ ۱۳۸۹
رده بندي ديويي : ۲۹۷/۱۸
شماره كتابشناسي ملي : ۱۹۴۷۱۱۳

مقدمة المركز

لا يخفي أنّنا لازلنا بحاجة إلي تكريس الجهود ومضاعفتها نحو الفهم الصحيح والافهام المناسب لعقائدنا الحقّة ومفاهيمنا الرفيعة، ممّا يستدعي الالتزام الجادّ بالبرامج والمناهج العلمية التي توجد حالة من المفاعلة الدائمة بين الاُمّة وقيمها الحقّة، بشكل يتناسب مع لغة العصر والتطوّر التقني الحديث. وانطلاقاً من ذلك، فقد بادر مركز الابحاث العقائدية التابع لمكتب سماحة آية الله العظمي السيد السيستاني ـ مدّ ظلّه ـ إلي اتّخاذ منهج ينتظم علي عدّة محاور بهدف طرح الفكر الاسلامي الشيعي علي أوسع نطاق ممكن. ومن هذه المحاور: عقد الندوات العقائديّة المختصّة، باستضافة نخبة من أساتذة الحوزة العلمية ومفكّريها المرموقين، التي تقوم نوعاً علي الموضوعات الهامّة، حيث يجري تناولها بالعرض والنقد [ صفحه 6] والتحليل وطرح الرأي الشيعي المختار فيها، ثم يخضع ذلك الموضوع ـ بطبيعة الحال ـ للحوار المفتوح والمناقشات الحرّة لغرض الحصول علي أفضل النتائج. ولاجل تعميم الفائدة فقد أخذت هذه الندوات طريقها إلي شبكة الانترنت العالمية صوتاً وكتابةً. كما يجري تكثيرها عبر التسجيل الصوتي والمرئي وتوزيعها علي المراكز والمؤسسات العلمية والشخصيات الثقافية في شتي أرجاء العالم. وأخيراً، فإنّ الخطوة الثالثة تكمن في طبعها ونشرها علي شكل كراريس تحت عنوان «سلسلة الندوات العقائدية» بعد إجراء مجموعة من الخطوات التحقيقية والفنيّة اللازمة عليها. وهذا الكرّاس الماثل بين يدي القارئ الكريم واحدٌ من السلسلة المشار إليها. سائلينه سبحانه وتعالي أن يناله بأحسن قبوله. مركز الابحاث العقائدية فارس الحسّون [ صفحه 7]

تمهيد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله علي أعدائهم أجمعين. موضوع البحث في هذه الليلة آية التطهير. انتهينا من البحث بنحو الاجمال عن آية المباهلة، وبقيت نقاط تتعلّق بآية المباهلة سنتعرض لها إن شاء الله في مبحث تفضيل الائمّة علي الانبياء، في الليلة المقرّرة لهذا البحث إن شاء الله. قوله تعالي: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [1] . هذه الاية في القرآن الكريم ضمن آيات تتعلّق بزوجات [ صفحه 8] الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم)، أقرأ الايات: (يَا نِسَاءَ النَّبِيّ لَسْتُنَّ كَأَحَد مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاُْولَي وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً وَاذْكُرْنَ ما يُتْلَي فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً) [2] صدق الله العليّ العظيم. هذه الاية المباركة أيضاً من جملة ما يستدلّ به من القرآن الكريم علي إمامة أمير المؤمنين سلام الله عليه. وكما ذكرنا في الليلة الماضية حيث ذكرنا الخطوط التي لابدّ وأن يجري البحث علي أساسها، ورسمنا تلك الخطوط، وذكرنا بأنّ القرآن الكريم لم يأت فيه اسم أحد، وكلّ آية يستدلّ بها علي إمامة أمير المؤمنين أو غير أمير المؤمنين، لابدّ وأن يرجع في دلالتها وفي شأن نزولها إلي السنّة المفسّرة لتلك الاية، والسنّة المفسّرة للاية أيضاً يجب أن تكون مقبولة عند الطرفين المتنازعين المتخاصمين في مثل هذه المسألة المهمّة. [ صفحه 9]

المراد من أهل البيت في آية التطهير

إذن، لابدّ من بيان المراد من أهل البيت (عليهم السلام) في هذه الاية المباركة، لانّ الله سبحانه وتعالي يقول: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). محلّ الاستدلال في هذه الاية المباركة نقطتان: النقطة الاُولي: المراد من أهل البيت. النقطة الثانية: المراد من إذهاب الرجس. فإذا تمّ المدّعي علي ضوء القواعد المقرّرة في مثل هذه البحوث في تلك النقطتين، تمّ الاستدلال بالاية المباركة علي إمامة علي أمير المؤمنين، وإلاّ فلا يتمّ الاستدلال. المراد من أهل البيت في هذه الاية المباركة مَن؟ لابدّ هنا من الرجوع أيضاً إلي كتب الحديث والتفسير، وإلي كلمات العلماء من محدّثين ومفسّرين ومؤرخين، لنعرف المراد من قوله تعالي في هذه الاية، أي: المخاطب بأهل البيت من هم؟ ونحن كما قرّرنا من [ صفحه 10] قبل، نرجع أوّلاً إلي الصحاح والمسانيد والسنن والتفاسير المعتبرة عند أهل السنّة. وإذا ما رجعنا إلي صحيح مسلم، وإلي صحيح الترمذي، وإلي صحيح النسائي، وإلي مسند أحمد بن حنبل، وإلي مسند البزّار، وإلي مسند عبد بن حُميد، وإلي مستدرك الحاكم، وإلي تلخيص المستدرك للذهبي، وإلي تفسير الطبري، وإلي تفسير ابن كثير، وهكذا إلي الدر المنثور، وغير هذه الكتب من تفاسير ومن كتب الحديث: نجد أنّهم يروون عن ابن عباس، وعن أبي سعيد، وعن جابر بن عبدالله الانصاري، وعن سعد بن أبي وقّاص، وعن زيد بن أرقم، وعن أُمّ سلمة، وعن عائشة، وعن بعض الصحابة الاخرين: أنّه لمّا نزلت هذه الاية المباركة علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، جمع أهله ـ أي جمع عليّاً وفاطمة والحسن والحسين ـ وألقي عليهم كساءً وقال: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي». وفي بعض الروايات: ألقي الكساء علي هؤلاء، فنزلت الاية المباركة. والروايات بعضها تفيد أنّ الاية نزلت ففعل رسول الله هكذا. وبعضها تفيد أنّه فعل رسول الله هكذا، أي جمعهم تحت كساء [ صفحه 11] فنزلت الاية المباركة. قد تكون القضيّة وقعت مرّتين أو تكرّرت أكثر من مرّتين أيضاً، والاية تكرّر نزولها، ولو راجعتم إلي كتاب الاتقان في علوم القرآن للجلال السيوطي لرأيتم فصلاً فيه قسمٌ من الايات النازلة أكثر من مرّة، فيمكن أن تكون الاية نازلة أكثر من مرّة والقضيّة متكرّرة. وسنقرأ إن شاء الله في البحوث الاتية عن حديث الثقلين: أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) قال: «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا...» إلي آخر الحديث، قاله في مواطن متعدّدة. وقد ثبت عندنا أنّ النبي قال: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه» أكثر من مرّة، وإنْ اشتهرت قضيّة غدير خم. وحديث «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي» وارد عن رسول الله في مصادر أهل السنّة في أكثر من خمسة عشر موطناً. فلا نستبعد أن تكون آية التطهير نزلت مرّتين أو أكثر، لانّا نبحث علي ضوء الاحاديث الواردة، فكما ذكرت لكم، بعض الاحاديث تقول أنّ النبي جمعهم تحت الكساء ثمّ نزلت الاية، وبعض الاحاديث تقول أنّ الاية نزلت فجمع رسول الله عليّاً [ صفحه 12] وفاطمة والحسنين وألقي عليهم الكساء وقال: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي». فالحديث في: 1 ـ صحيح مسلم [3] . 2 ـ مسند أحمد، في أكثر من موضع [4] . 3 ـ مستدرك الحاكم [5] ، مع إقرار الذهبي وتأييده لتصحيح الحاكم لهذا الحديث [6] . 4 ـ صحيح الترمذي، مع تصريحه بصحّته [7] . 5 ـ سنن النسائي [8] ، الذي اشترط في سننه شرطاً هو أشدّ من شرط الشيخين في صحيحيهما، كما ذكره الذهبي بترجمة النسائي في كتاب تذكرة الحفاظ [9] . ولا يخفي عليكم أنّ كتاب الخصائص الموجود الان بين [ صفحه 13] أيدينا الذي هو من تأليف النسائي، هذا جزء من صحيحه، إلاّ أنّه نشر أو انتشر بهذه الصورة بالاستقلال، وإلاّ فهو جزء من صحيحه الذي اشترط فيه، وكان شرطه في هذا الكتاب أشدّ من شرط الشيخين في صحيحيهما. 6 ـ تفسير الطبري، حيث روي هذا الحديث من أربعة عشر طريقاً [10] . 7 ـ كتاب الدر المنثور للسيوطي، يرويه عن كثير من كبار الائمّة الحفّاظ من أهل السنّة [11] . وقد اشتمل لفظ الحديث في أكثر طرقه علي أنّ أُم سلمة أرادت الدخول معهم تحت الكساء، فجذب رسول الله الكساء ولم يأذن لها بالدخول، وقال لها: «وإنّك علي خير» أو «إلي خير» [12] . والحديث أيضاً وارد عن عائشة كذلك زيرنويس=صحيح مسلم 7 / 130.@. واشتمل بعض ألفاظ الحديث علي جملة أنّ النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) أرسل [ صفحه 14] إلي فاطمة، وأمرها بأن تدعو عليّاً والحسنين، وتأتي بهم إلي النبي، فلمّا اجتمعوا ألقي عليهم الكساء وقال: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي» ممّا يدل علي أن النبي كانت له عناية خاصة بهذه القضيّة، ولمّا أمر رسول الله فاطمة بأن تأتي هي وزوجها وولداها، لم يأمرها بأن تدعو أحداً غير هؤلاء، وكان له أقرباء كثيرون، وأزواجه في البيت عنده، وحتّي أنّه لم يأذن لاُمّ سلمة أن تدخل معهم تحت الكساء. إذن، هذه القضيّة تدلّ علي أمر وشأن ومقام لا يعمّ مثل أُمّ سلمة، تلك المرأة المحترمة المعظّمة المكرّمة عند جميع المسلمين. إلي هنا تمّ لنا المراد من أهل البيت في هذه الاية المباركة. وهذا الاستدلال فيه جهة إثبات وجهة نفي، أمّا جهة الاثبات، فإنّ الذين كانوا تحت الكساء ونزلت الاية في حقّهم هم: علي وفاطمة والحسن والحسين فقط، وأمّا جهة النفي، فإنّه لم يأذن النبي لان يكون مع هؤلاء أحد. في جهة الاثبات وفي جهة النفي أيضاً، تكفينا نصوص الاحاديث الواردة في الصحاح والمسانيد وغيرها من الاحاديث التي نصّوا علي صحّتها سنداً، فكانت تلك الاحاديث صحيحةً، [ صفحه 15] وكانت مورد قبول عند الطرفين. [ صفحه 16]

آية التطهير و أزواج النبي

لكن يبقي هناك في جهة النفي بحث يتعلّق بقولين: أحدهما: ما ينقل عن عكرمة مولي عبدالله بن عباس، فهذا كان يصرّ علي أنّ الاية نازلة في خصوص أزواج النبي (صلي الله عليه وآله وسلم)، حتّي أنّه كان يمشي في الاسواق ويعلن عن هذا الرأي، ويخطّئ الناس باعتقادهم باختصاص الاية المباركة بأهل البيت، ممّا يدلّ علي أنّ الرأي السائد عند المسلمين كان هذا الرأي، حتّي أنّه كان يقول: من شاء باهلته في أنّ الاية نازلة في أزواج النبي خاصّة، وفي تفسير الطبري: إنّه كان ينادي في الاسواق بذلك [13] ، وفي تفسير ابن كثير إنّه كان يقول: من شاء باهلته أنّها نزلت في نساء النبي خاصّة [14] ، وفي الدر المنثور، كان يقول: ليس بالذي تذهبون إليه، إنّما هو [ صفحه 17] نساء النبي [15] . فهذا هو القول الاوّل. لكنّ هذا القول يبطله: أوّلاً: إنّه قول غير منقول عن أحد من أصحاب النبي (صلي الله عليه وآله وسلم). ثانياً: قول تردّه الاحاديث الصحيحة المعتبرة المعتمدة المتفق عليها بين المسلمين. ثالثاً: هذا الرجل كان منحرفاً فكراً وعملاً، وكان معادياً لاهل البيت ومن دعاة الخوارج. أذكر لكم جملاً ممّا ذكر بترجمة هذا الرجل: كان خارجيّاً بل من دعاتهم، وإنّما أخذ أهل أفريقيّة هذا الرأي ـ أي رأي الخوارج ـ من عكرمة، ولكونه من الخوارج تركه مالك بن أنس ولم يرو عنه. قال الذهبي: قد تكلّم الناس في عكرمة لانّه كان يري رأي الخوارج، بل كان هذا الرجل مستهتراً بالدين، طاعناً في الاسلام، فقد نقلوا عنه قوله: إنّما أنزل الله متشابه القرآن ليضلّ به الناس، وقال في وقت الموسم أي موسم الحج: وددت أنّي بالموسم [ صفحه 18] وبيدي حربة فأعترض بها من شهد الموسم يميناً وشمالاً، وإنّه وقف علي باب مسجد النبي وقال: ما فيه إلاّ كافر، وذكر أنّه كان لا يصلّي، وأنّه كان يرتكب جملة من الكبائر. وقد نصّ كثير من أئمّة القوم علي أنّه كان كذّاباً، فقد كذب علي سيّده عبدالله بن عباس حتّي أوثقه علي بن عبدالله بن عباس علي باب كنيف الدار، فقيل له: أتفعلون هذا بمولاكم؟ قال: إنّ هذا يكذب علي أبي. وعن سعيد بن المسيّب أنّه قال لمولاه: يا برد إيّاك أن تكذب عَلَيّ كما يكذب عكرمة علي ابن عباس. وعن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الذي هو من فقهاء المدينة المنوّرة: إنّ عكرمة كذّاب. وعن ابن سيرين: كذّاب. وعن مالك بن أنس: كذّاب. وعن يحيي بن معين: كذّاب. وعن ابن ذويب: كان غير ثقة. وحرّم مالك الرواية عن عكرمة. وقال محمّد بن سعد صاحب الطبقات: ليس يحتج بحديثه. هذه الكلمات بترجمة عكرمة نقلتها: من كتاب الطبقات لابن [ صفحه 19] سعد، من كلمات الضعفاء الكبير لابي جعفر العقيلي، من تهذيب الكمال للحافظ المزّي، من وفيّات الاعيان، من ميزان الاعتدال للذهبي، المغني في الضعفاء للذهبي، سير أعلام النبلاء للذهبي، تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني [16] . هذه خلاصة ترجمة هذا الشخص. لكن الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه علي صحيح البخاري، في مقدمة هذا الشرح [17] ، له فصل يدافع فيه عن رجال صحيح البخاري المقدوح فيهم، عن الرجال المشاهير المجروحين الذين اعتمدهم البخاري، فيعنون هناك عكرمة مولي ابن عباس ويحاول الذبّ عن هذا الرجل بما أُوتي من حول وقوّة. إلاّ أنّكم لو رجعتم إلي كلماته لوجدتموه متكلّفاً في أكثرها أو في كلّ تلك الكلمات، وهذه مصادر ترجمة هذا الشخص ذكرتها لكم، ومن أراد التوسع فليرجع إلي الكتب التي ذكرتها. ومن طريف ما أُحبّ أن أذكره هنا: إنّ عكرمة وإنْ أخرج عنه البخاري، لم يخرج عنه مسلم، عكرمة أعرض عنه مسلم وإن [ صفحه 20] اعتمده البخاري، ومن هنا قالوا: إن أصحّ الكتب كتاب البخاري وكتاب مسلم، وأصحّهما كتاب البخاري، فلامر ما قدّموا البخاري!! ولي أيضاً شواهد علي هذا. سأقرأ لكم حديث الثقلين من صحيح مسلم، والبخاري لم يرو حديث الثقلين في صحيحه، سأذكر لكم ـ إن شاء الله ـ حديثاً عن صحيح مسلم فيه مطلب مهمّ جدّاً يتعلّق بالشيخين، وقد ذكره البخاري في صحيحه في مواضع متعددة وحرّفه وذكره بألفاظ وأشكال مختلفة. إذن، كون عكرمة من رجال البخاري لا يفيد البخاري ولا يفيد عكرمة إنّه ربّما يحتجّ لوثاقة عكرمة باعتماد البخاري عليه، ولكن الامر بالعكس، إنّ رواية البخاري عن عكرمة من أسباب جرحنا للبخاري، من أسباب عدم اعتمادنا علي البخاري، ولو أنّ بعض الكتّاب المعاصرين ـ ولربّما يكون أيضاً من أصحابنا الاماميّة ـ يحاولون الدفاع عن عكرمة، فإنّهم في اشتباه. وعلي كلّ حال، فالقول باختصاص الاية المباركة بأزواج النبي، هذا القول مردود، إذ لم يرو إلاّ عن عكرمة، وقد رفع عكرمة راية هذا القول، وجعل ينشره بين الناس، وطبيعي أن الذين يكونون علي شاكلته سيتقبلون منه هذا القول. [ صفحه 21] الثاني: وهو القول بأنّ المراد من أهل البيت في هذه الاية المباركة: أهل البيت ـ أي علي وفاطمة والحسنان ـ والازواج أيضاً. هذا القول إذا رجعنا إلي التفاسير المعتبرة، لوجدنا مثل ابن الجوزي في كتابه زاد المسير في علم التفسير [18] ، الذي هو من التفاسير المشهورة، ينسب هذا القول إلي الضحّاك فقط، ولم نجد في كتاب ابن الجوزي وأمثاله من يعزو هذا القول إلي غير الضحّاك. أتري أنّ قول الضحّاك وحده يعارض ما روته الصحاح والسنن والمسانيد عن ابن عباس، وعن جابر بن عبدالله، وعن زيد بن أرقم، وعن سعد بن أبي وقّاص، وعن أُمّ سلمة، وعن عائشة؟ وعجيب، إنّ هؤلاء يحاولون أن يذكروا لزوجات النبي فضيلة، والحال أنّ نفس الزوجات هنّ بأنفسهنّ ينفين هذا القول، فأُمّ سلمة وعائشة من جملة القائلين باختصاص الاية المباركة بأهل البيت، وكم من عجيب عندهم، وما أكثر العجب والعجيب عندهم، يحاولون الدفاع عن الصحابة أجمعين اكتعين كما يعبّر [ صفحه 22] السيد شرف الدين رحمة الله عليه: أجمعين أكتعين، والحال أنّ الصحابة أنفسهم لا يرون مثل هذا المقام لهم، نحن نقول بعدالتهم جميعاً وهم لا يعلمون بعدالتهم؟! فأُمّ سلمة وعائشة تنفيان أن تكون الاية نازلة في حقّ أزواج النبي، ويأتي الضحّاك ويضيف إلي أهل البيت أزواج النبي، وكأنّه يريد الاصلاح بين الطرفين، وكأنّه يريد الجمع بين الحقّين. لكنّي وجدت في الدر المنثور [19] حديثاً يرويه السيوطي عن عدّة من أكابر المحدّثين عن الضحّاك، يروي عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) حديثاً يتنافي مع هذه النسبة إلي الضحّاك. وأيضاً: الضحّاك الذي نسب إليه ابن الجوزي هذا القول في تفسيره، هذا الرجل أدرجه ابن الجوزي نفسه في كتاب الضعفاء، وذكره العقيلي في كتاب الضعفاء، وأورده الذهبي في المغني في الضعفاء، وعن يحيي بن سعيد القطّان الذي هو من كبار أئمّتهم في الجرح والتعديل أنّه كان يجرح هذا الرجل، وذكروا بترجمته أنّه بقي في بطن أُمّه مدّة سنتين. وهذا ما أدري يكون فضيلة له أو يكون طعناً له، وكم عندهم [ صفحه 23] من هذا القبيل، يذكر عن مالك بن أنس أنّه بقي في بطن أُمّه أكثر من سنتين أو ثلاث سنوات علي ما أتذكّر الان، وراجعوا كتاب وفيّات الاعيان لابن خلّكان وغيره. وعلي كلّ حال، فإنّا نرجع إلي ما في الصحاح، والافضل لهم أن يرجعوا إلي ما في الصحاح، وهذا ما دعا مثل ابن تيميّة إلي أن يعترف بصحّة حديث نزول الاية في أهل البيت الاطهار واختصاصها بهم، وأمّا عكرمة والضحّاك وقول مثل هذين الرجلين المجروحين المطعونين، فإنّما يذكر لتضعيف استدلال الاماميّة بالاية المباركة، والذاكرون أنفسهم يعلمون بعدم صلاحيّة مثل هذه الاقوال للاستدلال.

بحث في مقتضي سياق الاية

لكنّهم مع ذلك يحاولون توجيه هذا الرأي، أي رأي الضحّاك، يقولون بأنّه مقتضي سياق الاية المباركة. وقد قرأت لكم بنفسي الايات السابقة علي آية التطهير، والكل يعلم وأنتم تعلمون بأنّ الاية الان في القرآن الكريم جاءت في ضمن الايات التي خاطب الله سبحانه وتعالي نساء النبي، وقد تعمّدت قراءة الاية، عندنا اصطلاح في علم الاُصول، يقولون: بأنّ [ صفحه 24] السياق قرينة في الكلام، أي أنّه متي ما أردنا أن نفهم معني كلام أو معني كلمة، نراها محفوفةً بأيّ كلام، وفي أيّ سياق، فالالفاظ التي تحفّ بهذه الكلمة، والسياق الذي جاءت الجملة في ذلك السياق، يكون معيناً لنا أو معيّنا لنا علي فهم المراد من تلك الكلمة أو الجملة، هذا شيء يذكرونه في علم الاصول، وهذا أيضاً أمر صحيح في مورده ولانقاش فيه. إلاّ أنّ الذين يقرّرون هذه القاعدة، ينصّون علي أنّ السياق إنّما يكون قرينة حيث لا يكون في مقابله نصّ يعارضه، وهل من الصحيح أن نرفع اليد عمّا رواه أهل السنّة في صحاحهم وفي مسانيدهم وفي سننهم وفي تفاسيرهم، عن اُمّ سلمة وعن عائشة وعن غيرهما من كبار الصحابة: أنّ الاية مختصّة بالنبيّ وبالاربعة الاطهار من أهل البيت، نرفع اليد عن جميع تلك الاحاديث المعتبرة المعتمدة المتفق عليها بين المسلمين، لاجل السياق وحده، حتّي ندّعي شيئاً لاُمّ سلمة أو لعائشة، وهنّ ينفين هذا الشيء الذي نريد أن ندّعيه لهنّ؟! ليس هناك دليل أو وجه لهذا المدّعي، إلاّ إخراج الاية المباركة عن مدلولها، عن معناها، عن المراد الذي هو بحسب الاحاديث الواردة هو مراد الله سبحانه وتعالي. [ صفحه 25] ولولا أنّ الاية المباركة تدلّ علي معني، تدلّ علي مقام، تدلّ علي مرتبة، تدلّ علي شأن، لما كانت هذه المحاولات، لا من مثل عكرمة الخارجي، ولا من مثل ابن كثير الدمشقي، الذي هو تلميذ ابن تيميّة، فالاية المباركة لا يراد من (أهل البيت) فيها إلاّ من دلّت عليه الاحاديث الصحيحة المتفق عليها، المقبولة بين الطرفين المتنازعين في هذه المسألة. [ صفحه 26]

معني إذهاب الرجس والارادة

ننتقل الان إلي النقطة الثانية في الاية المباركة، وهي معني إذهاب الرجس (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً)، فتعيّن المراد من أهل البيت بقول رسول الله وبفعل رسول الله، فأصبحت السنّة المتفق عليها مفسّرة للاية المباركة. فما معني إذهاب الرجس عن أهل البيت؟ لابدّ من التأمّل في مفردات الاية المباركة: كلمة (إنّما) تدلّ علي الحصر، وهذا ممّا لا إشكال فيه ولا خلاف من أحد. (يريد الله) الارادة هنا إمّا إرادة تكوينيّة كقوله تعالي: (إِذَا [ صفحه 27] أَرَادَ شَيْئَاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [20] ، وإمّا هي تشريعيّة كقوله تعالي: (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيْدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [21] . فالارادة، تارةً تكوينيّة، وأُخري تشريعيّة، وكلا القسمين واردان في القرآن الكريم، ولله سبحانه وتعالي إرادة تكوينيّةوإرادة تشريعيّة، ولا خلاف في هذه الناحية أيضاً. لكن المراد من «الارادة» في الاية لا يمكن أن يكون إلاّ الارادة التكوينيّة، لان الارادة التشريعيّة لا تختص بأهل البيت، سواء كان المراد من أهل البيت هم الاربعة الاطهار، أو غيرهم أيضاً، الارادة التشريعيّة لا تختصّ بأحد دون أحد، الارادة التشريعيّة يعني ما يريد الله سبحانه وتعالي أن يفعله المكلَّف، أو يريد أن لا يفعله المكلّف، هذه الارادة التشريعيّة، أي الاحكام، الاحكام عامّة تعم جميع المكلّفين، لا معني لان تكون الارادة هنا تشريعيّة ومختصّة بأهل البيت أو غير أهل البيت كائناً من كان المراد من أهل البيت في هذه الاية المباركة، إذ ليس هناك تشريعان، تشريع يختصّ بأهل البيت في هذه الاية وتشريع يكون لسائر المسلمين المكلّفين، فالارادة هنا تكون تكوينيّة لا محالة. [ صفحه 28] (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) و (الرجس) إذا رجعنا إلي اللغة، فيعمّ الرجس ما يستقذر منه ويستقبح منه، ويكون المراد في هذه الاية الذنوب، (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس)، أي إنّما يريد الله بالارادة التكوينيّة أن يذهب عنكم الذنوب أهل البيت، ويطهّركم من الذنوب تطهيراً، فهذا يكون محصّل معني الاية المباركة. إنّ إرادة الله التكوينيّة لا تتخلّف، وبعبارة أُخري: المراد لا يتخلّف عن الارادة الالهيّة، (إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون) [22] . فإذا كانت الارادة تكوينيّة، والمراد إذهاب الرجس عن أهل البيت، فهذا معناه طهارة أهل البيت عن مطلق الذنوب، وهذا واقع العصمة، فتكون الاية دالّة علي العصمة.

الارادة التكوينية والجبر

ويبقي سؤال: إذا كانت الارادة هذه تكوينيّة، فمعني ذلك أن نلتزم بالجبر، وهذا لا يتناسب مع ما تذهب إليه الاماميّة من أنّه لا [ صفحه 29] جبر ولا تفويض بل أمر بين الامرين، هذه الشبهة موجودة في الكتب، وممّن تعرّض لها ابن تيميّة في منهاج السنّة. وقد أجاب علماؤنا عن هذه الشبهة في كتبهم بما ملخصه: إنّ الله سبحانه وتعالي لمّا علم أنّ هؤلاء لا يفعلون إلاّ ما يؤمرون، وليست أفعالهم إلاّ مطابقةً للتشريعات الالهيّة من الافعال والتروك، وبعبارة أُخري: جميع أفعالهم وتروكهم تكون مجسّدة للتشريعات الالهيّة، جميع ما يفعلون ويتركون ليس إلاّ ما يحبّه الله سبحانه وتعالي أو يبغضه ويكرهه سبحانه وتعالي، فلمّا علم سبحانه وتعالي منهم هذا المعني لوجود تلك الحالات المعنويّة في ذواتهم المطهّرة، تلك الحالة المانعة من الاقتحام في الذنوب والمعاصي، جاز له سبحانه وتعالي أن ينسب إلي نفسه إرادة إذهاب الرجس عنهم. وهذا جواب علميّ يعرفه أهله ويلتفت إليه من له مقدار من المعرفة في مثل هذه العلوم، والبحث لغموضه لا يمكن أن نتكلّم حوله بعبارات مبسّطة أكثر ممّا ذكرته لكم، لانّها اصطلاحات علميّة، ولابدّ وأن يكون السامعون علي معرفة ما بتلك المصطلحات العلميّة الخاصّة. وعلي كلّ حال لا يبقي شيء في الاستدلال، إلاّ هذه الشبهة، [ صفحه 30] وهذه الشبهة قد أجاب عنها علماؤنا، وبإمكانكم المراجعة إلي الكتب المعنيّة في هذا البحث بالخصوص، حتّي في كتب علم الاصول أيضاً. أتذكّر أنّ بعضهم يتعرض لمبحث آية التطهير بمناسبة حجيّة سنّة الائمّة، حجيّة سنّة أهل البيت، ومنهم العلاّمة الكبير السيّد محمّد تقي الحكيم في كتابه الاُصول العامّة للفقه المقارن، هناك يطرح مبحث آية التطهير، ويذكر هذه الشبهة ويجيب عنها بما ذكرت لكم بعبارة مبسّطة بقدر الامكان، وهناك أيضاً موارد أُخري يتعرّضون فيها لهذه الشبهة وللاجابة عنها. وحينئذ، إذا كان المراد من أهل البيت خصوص النبي والاربعة الاطهار، وإذا كان المراد من إذهاب الرجس إذهاب الذنوب، والارادة هذه إرادة تكوينيّة لا تتخلّف، فلا محالة ستكون الاية المباركة دالّة علي عصمة الخمسة الاطهار فقط. ومن يدّعي العصمة لزوجات النبي؟ ومن يتوهّم العصمة في حقّ الازواج، لاسيّما التي خالفت قوله تعالي: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) [23] ، الاية المباركة الواردة في نفس السورة، والتي [ صفحه 31] تكون آية التطهير في سياق تلك الاية، وهل يكفي أن يقال بأنّها ندمت عمّا فعلت وكانت تبكي، فخروجها علي إمام زمانها أمر ثابت بالضرورة، وبكاؤها وتوبتها أمر يروونه هم، ولنا أن لا نصدّقهم، ومتي كانت الرواية معارضة للدراية؟ ومتي أمكننا رفع اليد عن الدراية بالرواية؟ وكيف يدّعي أن تكون تلك المرأة من جملة من أراده الله سبحانه وتعالي في آية التطهير. نعم، يقول به مثل عكرمة الخارجي العدو لامير المؤمنين بل للنبي وللاسلام. [ صفحه 32]

بعض التحريفات في كتب القوم

ورأيت من المناسب أن أذكر لكم نقطة تتعلّق بآية التطهير، وبالحديث الوارد في ذيل الاية المباركة، ومن خلال ذلك تطّلعون علي بعض التحريفات في كتب القوم. إنّ من جملة الاحاديث الواردة في مسألة آية التطهير ونزولها في أهل البيت: هذا الحديث عن سعد بن أبي وقّاص، وهو بسند صحيح، مضافاً إلي أنّه في الكتب الصحيحة، كصحيح مسلم، وصحيح النسائي وغيره: يقول الراوي: عن سعد بن أبي وقّاص: أمر معاوية سعداً فقال: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟ يعني عليّاً. يقول معاوية لسعد بن أبي وقّاص لماذا لا تسبّ عليّاً، وكأنّه أمره أن يسبّ فامتنع، فسأله عن وجه الامتناع. فقال: أمّا إن ذكرت ثلاثاً قالهنّ رسول الله فلن أسبّه. [ صفحه 33] يقول سعد: لان يكون لي واحدة منها أحبّ إليّ من حمر النعم، سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول له وخلّفه في بعض مغازيه: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي» إلي آخره، وسمعته يقول يوم خيبر: «سأُعطي الراية غداً رجلاً» إلي آخره، الخصلة الثالثة: ولمّا نزلت: (إِنَّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) دعا رسول الله عليّاً وفاطمة والحسن والحسين فقال: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي». هذا الحديث تجدونه في صحيح النسائي وفي غيره من المصادر. ترون في هذا اللفظ أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أو ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟ بهذا اللفظ، وهذا اللفظ ترونه في صحيح مسلم وفي غيره من المصادر أيضاً. لكن النسائي يروي هذا الحديث بنفس السند في موضع آخر من كتابه يريد أن يلطّف اللفظ ويهذّب العبارة فيقول عن سعد: كنت جالساً، فتنقّصوا علي بن أبي طالب فقلت: قد سمعت رسول الله يقول فيه كذا وكذا. كنت جالساً فتنقّصوا علي بن أبي طالب، أين كان جالساً؟ [ صفحه 34] وعند مَن؟ ومن الذي تنقّص؟ تصرّف في الحديث. ثمّ يأتي ابن ماجة فيروي هذا الحديث باللفظ التالي: قدم معاوية في بعض حجّاته، فدخل عليه سعد. فذكروا عليّاً فنال منه، فغضب سعد. فذكروا عليّاً، من ذكر عليّاً؟ غير معلوم، فنال منه، من نال من علي؟ غير معلوم، فغضب سعد وقال: تقولون هذا لرجل سمعت رسول الله يقول له كذا وكذا إلي آخر الحديث. ثمّ جاء ابن كثير، فحذف منه جملة: فنال منه فغضب سعد، فلفظه: قدم معاوية في بعض حجّاته فدخل عليه سعد، فذكروا عليّاً، فقال سعد: سمعت رسول الله يقول في علي كذا وكذا. نصّ الحديث بنفس السند في نفس القضيّة. أترون من يروي القضيّة الواحدة بسند واحد بأشكال مختلفة، أترونه قابلاً للاعتماد؟ أترونه يحكي لكم الوقائع كما وقعت؟ أترونه ينقل شيئاً يضرّ مذهبه أو يخالف مبناه أو ينفع خصمه؟ ولكن الله سبحانه وتعالي شاء أن تبقي فضائل أمير المؤمنين ودلائل إمامته وولايته بعد رسول الله، أن تبقي في نفس هذه الكتب، وسنسعي بأيّ شكل من الاشكال لان نستخرجها، نستفيد [ صفحه 35] منها، نبلورها، وننشرها، وهذا ما يريده الله سبحانه وتعالي. (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَي اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [24] . وصلّي الله علي محمّد وآله الطاهرين.

پاورقي

[1] سورة الاحزاب: 33.
[2] سورة الاحزاب: 32 ـ 34.
[3] صحيح مسلم 7 / 130.
[4] مسند أحمد 1 / 330 و 6 / 292 و 323.
[5] المستدرك علي الصحيحين 2 / 416.
[6] تلخيص المستدرك (ط مع المستدرك) 2 / 416.
[7] صحيح الترمذي 5 / 327 كتاب التفسير و 627 و 656 كتاب المناقب.
[8] خصائص علي من سنن النسائي: 49 و 62 و 81، ط الغري.
[9] خصائص علي من سنن النسائي: 49 و 62 و 81، ط الغري. [
[10] تفسير الطبري 22 / 5 ـ 7.
[11] الدرّ المنثور 5 / 199.
[12] أحمد 6 / 292، والترمذي، وغيرهما.
[13] تفسير الطبري 22 / 7، ابن كثير 3 / 415.
[14] ابن كثير 3 / 415، الدرّ المنثور 5 / 198.
[15] الدرّ المنثور 5 / 198.
[16] طبقات ابن سعد 5 / 287، تهذيب الكمال 20 / 264، تهذيب التهذيب 7 / 263، المغني في الضعفاء للذهبي 2 / 84، ميزان الاعتدال 3 / 93، وغيرها.
[17] هدي الساري مقدّمة فتح الباري: 524.
[18] زاد المسير في علم التفسير 6 / 381.
[19] الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور 5 / 199.
[20] سورة يس: 82.
[21] سورة البقرة: 185.
[22] سورة يس: 82.
[23] سورة الاحزاب: 33.
[24] سورة الاحزاب: 33.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.